لقد أنزل الله القرآن الكريم على النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ليكون هدىً للناس، فقد قص فيه العديد من القصص ذلك ليلتمس منها المسلمون العبر والحكم ،وسنذكر منها قصه صاحب الجنتين المذكورة في سورة الكهف لنستخلص منها بعض الدروس والعبر .
تتحدث هذه القصة عن رجليين كانا يقيمان في قرية في أحد الأرياف ،فكان أحدهما مؤمنٌ فقير ولكنه يحسن الظن بالله متوكلون عليه في كافة أموره ،فهو يعلم أن كل مافي هذه الدنيا هي ملك الواحد القهار ومافيها لايساوي شيئا أمام ماهو موجود في الآخره من نعيم فهو مؤمنون بالله حق الإيمان.
من هو صاحب الجنتين؟
أما الرجل الآخر فقد كان جاحداً كافراً خاطره أن نعيم الدنيا دائم لايفنى ،ويأتي غروره بسبب أمتلاكه لبستانين جميلين كبيرا في المساحه يحوي كل منهما مختلف أنواع النباتات والأشجار المثمرة من نخيل وأعناب .
كما ورد في القرآن الكريم قال تعالى (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا*كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا)
لكن تلك البساتين كانت فتنة من فتن الدنيا لذلك الرجل ،فقد اغترَ بما فيها خاصة بأن الله أمر تلك البساتين أن تنتج الضعف من الثمار ولم تكن إلا ثمار ناضجة تسر كل من رءاها ،إلا أنه كان غافلاً عن التفكر في أصل تلك النعم وشكر صانعها وأداء ماعليه من الصدقات للناس الفقراء.
وفي يوم من الأيام دخل عليه ذلك الرجل الفقير مذكراً إياه بأن يشكر الله على ماأنعم عليه من نعم ويحمده عليها ،إلا أن كان رد ذلك المتكبر أن غضب منه واتهمه بالغيره مما يملك فقد نسب كل تلك النعم لنفسه وتفاخر بامتلاكها وأنه هو صاحب الفضل وليس لأحد سواه .
وقد اتدعى بأن هذه البساتين لن تفنى ولن يصيبها أي ضرر ومادام يعتني بها حتى وإن عاد إلى ربه فلن يجد أفضل منها ،فمن سيجرء على محاسبتي وأنا أملك كل هذه النعم،ماكان من الرجل الفقير المتمسك بإيمانه وخضوعه لله عز وجل فلم تستطع الدنيا خداعه بكل ماتملك من مغريات ومتاع إلا أن أجابه بكل خشوع:أن مايظهر لك من النعم هو من صنع الله وفضله فعليك الإكثار من شكره فهو قادر على تجريدك منها في أي لحظه فها أنا لاأملك ماتملكه من مال وجاه لكن الله قادر على تغيير حالتي وأعطائي ماهو خيرٌوأعز من تلك البساتين التي تملكها لذلك احذر غضب الله وسخطه عليك فتكون عاقنتك وخيمه قال تعالى:
(فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا*أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا)[٩][٤].
عقاب صاحب الجنتين
وهنا جاء رد الله على ذلك المغتر الجاحد بالنعم فقد أمر الله السماء أن تنزل الصواعق لتضرب بتلك البساتين مما أدى إلى اتلاف كل مافيها من ثمار وأشجار ،كما جفت مياه الأنهار التي كانت تسقيها فلم يبقى شيء على حاله فهنا أدرك ذلك الرجل أنه لاشيء يدوم فقد ندم أشد الندم على نكرانه لفضل الله عليه فقد استحق ذلك العقاب بسبب كفره ونكرانه كما ورد في الآيه الكريمة(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا*وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا).[١٠]
العبرة من القصة :
في النهايه علينا أن نكون قد تعلمنا الحكمة من هذه القصة الرائعه والتي وردت في سورة الكهف ألا أن لك شيء نهايه ولكل شيء صانع وخالق فكل مافي هذه الدنيا من عجائب ونعم هي من صنع الله وترتيبه لذلك على الإنسان أن يتفكر في تلك النعم وبخالقها كما عليه أن يداوم على شكر الله وحمده كما أن يكون للفقراء نصيب مما أعطاه الله ، وفي الختام نسئل الله دوام الصحه والنعم والعافيه .