قصة أصحاب الأخدود في سورة البروج

ذكر الله تعالى في القرآن الكريم العديد من القصص ذات المعاني والعبر بما تحتويه من دلائل تحث المؤمن على الصبر وتثبت القلب على الإيمان وقت الشدائد.

فيخبرهم الله من خلالها أن هذه الدنيا عباره عن فتن وبلاء وماعليهم سوى الصبر والدعاء ل الله عز وجل فلن يضيعوا معه ماداموا مخلصين له في عبادتهم وتوحيدهم ، ومن تلك لقصص التي أشارَ الله -سبحانه وتعالى عليها في القرآن الكريم قصَّة أصحاب الأخدود في سورة البروج، قال تعالى: “قتل أصحابُ الأخدود * النَّارِ ذاتِ الوَقود *إذْ هُم عليهَا قعُود * وهُم على ما يفعَلونَ بالمؤمنينَ شُهودٌ”



وهي تعتبر رسالة عظيمة بعثها الله لنا لك تؤكد بأن المؤمن الصادق هو المؤمن الذي يضحي بنفسه وكل مايملك في سبيل الدعوة والعقيدة .

من هم أصحاب الأخدود؟

قصة_أصحاب_الأخدود

هم قومٌ من النصارى على زمن تبع ،إلا أن ابن كثر قد أورد احتمال أنهم من أرض فارس،وقد قال البعض أنهم نفر من بني إسرائيل .

تفاصيل القصة:

والآن دعونا نسرد لكم القصة كما قصها النبي الكريم على أصحابه:

كان في القديم ملكٌ متكبرٌ مغرور مصاب بجنون العظمة ، يصف نفسه بالإله الأعظم ويجبر الناس على طاعته وتنفيذ أوامره الظالمة وكان له ساحرٌ يعمل عنده إلا أن هذا الساحر قد تقدم به العمر  فأصبه كهلاً جسمه مثقلٌ بالتعب وفي يوم من الأيام جاء هذا الساحر إلى الملك طالباً إياه بأن يحضر غلام في مقتبل العمر لك يعلمه السحر لأنه قد كبر في الغمر ويخاف يوماً أن تفارقه الحياه وتموت معه أسرار سحره

تفسير سورة البروج

فما كان رد الملك إلا أن استدعى أحد الغلمان وأمره بالذهاب مع ذلك الساحر ليتعلم منه فنون وأسرار السحر من أجل خدمة المملكة.

فما كان من ذلك الغلام المسكين إلا أن وافقة على طلب الملك خوفاً على نفسه ،فيما كان الغلام يمشي في الطريق أخذ يتأمل ماحوله من أشجار وطيور وجبال شاهقة ويتسائل لمن تكون كل هذه الأشياء ؟ومن يكون خالقها؟أيعقل أن يكون ملكنا هو صاحب كل هذه الأشياء ،وماأن قد مضى في طريقه حتى رأى رجلً ينظر إلى السماء وينادي القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ،فاقترب منه الغلام قائلاً ماأروع هذه الكلمات وأخذ يسئل الرجل ترى من هو صاحب تلك الأسماء ؟فقد اقشعر جسد ذلك الغلام  وبدء يشعر بالخوف.



ماهي قصة أصحاب الأخدود في سورة البروج

 

إلا أن ذلك الرجل لم يجيب الغلام لذلك أكمل الغلام طريقه إلى الساحر ، وعندما وصل إليه طلب الساحر من ذك الغلام أن يقترب منه وبدء ببث أفكاره المسمومة داخل عقل ذلك الغلام قائلاً له:يجب يابني أن تعتقد دائماً أن هناك شخصاً واحداً هو الذي يساعدك على السحر يمتلك من القوة والبأس الكثير كما أنه يجب أن يصبح صديقاً لك تسطيع أن تأمره بما تريد فيذهب إلى آذان الناس وقلوبهم فيوسوس لهم ويأمرهم على طاعة أوامر الملك الأعظم ،فسئله الغلام ومن يكون هذا الشخص فأجابه الساحر إنه الموسوس الأعظم ،فرد الغلام قائلاً:إلا أنني لاأحب الموسوسين وخرج من عند الساحر.

 

من هم أصحاب الأخدود



فما كان من ذلك الساحر إلا أن أمر أحد أتباعه من الشايطين أن يلحق بالغلام .في حين كان الغلام عائداً وفي نفسه يسئل من هو القدوس، من هو الواحد ،من هو الله؟فاقترب ذلك الرجل المؤمن الذي طالما التقى به الغلام وأجابه إنه الله الواحد القهار خالقي وخالقك وخالق كل شيء ،فسئله الغلام وكيف لي أن أراه؟فرد عليه الرجل تسطيع رؤيته بقلبك عندما تناديه وتوحد به .قال الغلام وكيف أستطيع توحيده ؟فأجابه الرجل :ردد خلفي ماأقول لاإله إلا الله ،فبدء الغلام بتكرارها قائلاً لا إله إلا الله ،لاإله إلا الله ،وفي أحد الأيام كان ذلك الغلام يمشي في سوق مكتظ بالكثير من الناس  ويتحدث في نفسه أيا ترى هل يعلم هؤلاء الناس بحقيقة خالقهم ،غير ذلك الملك المغرور ،إله حقيقي مقتدر له الملك والملكوت.

 

قصة أصحاب الأخدود

 

،فإذ وحش ضخم يهاجم السوق بما فيه فهرع الناس للهروب أما الغلام قال في نفسه لن تقتلني أيها هل وحش إلا بأمر الله فيا إلهي المعين أعني على قتل ذلك الوحش فبعزتك وجلالك أقتل هذا الوحش ،فبدء بجمع الأحجار ورميها على الوحش حتى استطاع قتله ،فاندهش الناس لما فعله الغلام .

 

قصص من القرآن



 

ثم عاد الغلام مسرعاً إلى الرجل المؤمن مخبراً إياه ماحدث ،فأجابه الرجل:لتعلم أيها الغلام الصغير أنك من المختارين فأنت لديك ماهو أكثر مني كما أن قلبك مملوء بالإيمان بالله فالتتذكر أن الله سوف يبتليك ببلاء عظيم لأنك من عباده المخلصين ،واحذر بأن يعرف بأمرك ذلك الملك الشرير فيقتلك.

وفي يوم من الأيام مرض معاون الملك أشد المرض وقد عجز جميع أطباء وسحرة المملكه عن شفاءه ،فاقترح أحد الحراس على الملك بأن يستدعي ذلك الغلام بعد أن شاع سيطه في المملكة بأنه يبرئ الأكمه والأبرص ويشفي الناس من جميع الأمراض.

فأمر الملك بأحضار الغلام وارساله إلى غرفة معاونه المريض ،فحضر ذلك الغلام وجلس بجوار معاون الملك فأخذ ذلك المعاون يتوسل إليه كي يشفيه إلا أن الغلام قال له بأن الله هو الذي يشفيه وليس هو ،فرد عليه المعاون ومن هو الله؟فأجابه الغلام:الله هو خالقي وخالقك وخالق السماوات والأرض وكل شيء كما أنه خالق الداء والدواء فإذا أردت الشفاء اطلب منه ذلك.

قصص واردة في القرآن

،فرد عليه المعاون ويحك أيها الغلام اخفض صوتك فإن سمعك الملك لاطاح برأسك فأجابه الغلام أنا لااخشاه فلن يستطيع إذائي إلا بإذن الله ،فالله منحني من إرادته وقوته لكي أومن به وادعوا الناس للإيمان به ،تأثر المعاون لكلام الغلام وطلب منه أن يدله على طريق الإيمان بالله فأجابه الغلام عليك أن تؤمن به بقلبك أن تشهد بأنه هو الخالق لاإله إلا هو خالق كل شيء ،فما كان من المعاون إلأ أن يشهد بأن الله هو الواحد الأحد لاإله إلا هو رب كل شيء .

استدعى الملك الغلام وبدء يحادثه قائلاً:لقد تعلمت الكثير من فنون السحر فأصبحت قادراً على شفاء الناس ،فرد عليه الغلام قائلاً بل إنه الله هو من يشفي الناس ربي وربك ورب كل شيء ،أجابه الملك مالذي تقوله أيها الفتى الأحمق فلايوجد إلهٌ غيري رد عليه الغلام لست سوى مخلوق ضعيف لاتقوة على نفسك.



 

فانظر الملك إلى معاونه سائلاً إياه أيها المعاون هل يوجد إله غيري هنا فأجابه المعاون قائلاً: نعم أيها الملك إنه الله لا إله إلا هو ،هو من شفاني من سقمي ،فرد الملك مقاطعاً إياه اكفر برب هذا الغلام إيها المعاون وإلا سوف أمر الجنود فقتلوك إلأ أن  المعاون رفض أمرض الملك مجاوباً إياه :كلا لن اتراجع عن ذلك فكيف أترك النور وأعود إلى الظلام  ،فأمر الملك أحد الجنود بأن يقتل المعاون فما كان إلا  اخترق سيف الجندي عنق المعاون فأزهقت روحه.

قصص من سورة البروج

 

أما الغلام فقد أمر الملك الجنود بأخذ الغلام وإلقاءه من أعلى الجبل ، فذهب الجنود به ورموه من مكانٍ مرتفع ظناً منهم أنه قد مات ، إلا أن ذلك الغلام عاد مجددً إلى الملك، ففوجئ الملك برؤيته سائلاً إياه ألم تموت بعد أيها الغلام فأجابه الغلام فلن أموت إلا بأمر الله ربي فلن تستطيع إزهاق روحي إلا بأمره.

 

تفسير آيات سورة البروج

 

فأمر الملك الجنود بأخذ الغلام مجدداً وإلقاءه في البحر ليموت غرقاً فذهبو به وألقوه بين أمواج البحر إلأ أن البحر قد فاض بمياهه فانقلبت السفينه التي تحمل الجنود واغرقت أمواج البحر جميع من عليها.إلا أن الغلام استطاع النجاه من الغرق ورجع مجدداً متحديً أياه.

 

تفسير قصة البروج

 

فما كان من الملك إلا أن أخذ أحد السهام وحاول توجيهها على صدر الغلام إلا أن الله أمر تلك لسهام بأن تبتعد عن جسد الغلام فقال الغلام أيها الملك إذا أردت قتلي فعليك أن تقول أقتلك باسم رب هذا الغلام أمام جمهور من الناس ،فأمر الملك الناس بتجمع في ساحه القصر ليشهدو على موت ذلك الغلام ،وماكان من الناس إلا أن بدؤ بالتجمع وسؤال فيما بينهم عن ماسيحدث لذلك الغلام كما أمر الملك بصلب الغلام كي يراه جميع الحاضرين وبدء بتصويب سهامه بتجاه الغلام إلا أن هذه السهام حيدت عن طريقها ولم تصب ذلك الغلام فاندهش المتفرجون لما رؤوه وبدؤ يشككون في طاعتهم للملك.

 

العبرة من قصه أصحاب الأخدود

بعد العديد من المحاولات اليائسة استسلم الملك وردد ما أملاه عليه الغلام موجهاً سهمه نحو الغلام قائلاً سأقتلك بأسم رب الغلام ،حينها أصاب السهم قلب الغلام ففارق الحياة ،فصرخ الناس قائلين آمنا برب الغلام ،فغضب الملك عليهم وهددهم إن لم يعودوا لطاعته فسوف يهلكهم إلا أنهم ظلوا متمسكين بتوحيدهم .



 

سورة البروج

حينها أمر الملك الجنود بحفر أخدود عميق وإشعال النار بداخله ورمي كل من أشرك به واتخذ رب الغلام إلهاً له ومن بين الناس كانت هنالك امرأه تحمل طفلها الرضيع .

 

قصة الغلام الصالح والملك الظالم



فأخذ الجندي يحذرها بأن تعود لإطاعة أمر الملك إلا أنها رفضت لكن خوفها على ولدها جعلها مترردة حينها أنطق الله الرضيع محدثاً أمه لاتخافي ياأماه إنك على الحق ،وبدأت الأم تردد قائلاً:لاإله إلا الله،لاإله إلا الله ورمت نفسها في النار .

 

تفسير سورة البروج من القرآن

فنزل قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16).